الجمعة، 24 أبريل 2009

Doubt (2008/I)

DOUBT








It's 1964, St. Nicholas in the Bronx. A charismatic priest, Father Flynn, is trying to upend the schools' strict customs, which have long been fiercely guarded by Sister Aloysius Beauvier, the iron-gloved Principal who believes in the power of fear and discipline. The winds of political change are sweeping through the community, and indeed, the school has just accepted its first black student, Donald Miller. But when Sister James, a hopeful innocent, shares with Sister Aloysius her guilt-inducing suspicion that Father Flynn is paying too much personal attention to Donald, Sister Aloysius sets off on a personal crusade to unearth the truth and to expunge Flynn from the school. Now, without a shard of proof besides her moral certainty, Sister Aloysius locks into a battle of wills with Father Flynn which threatens to tear apart the community with irrevocable consequence.

عندما تختلط المشاعر بالمنطق، عندما يفقد الإنسان الثقة بنفسه وبالعالم، وعندما يستمر الإنسان بالكذب لمحاربة افكار مختلفة، عندها يظهر الشك.

نحن الآن في العام 1964، في مدرسة كاثوليكية تديرها الراهبة Aloysius Beauvier (تقوم بدورها العظيمة ميرل ستريب)، وهي راهبة محافظة لدرجة كبيرة، تدير المدرسة بصرامة شديدة، ومعارضة بشدة لأساليب القسيس Brendan Flynn (فيليب سيمور هوفمان) الذي يمثل شخصية القسيس الليبرالي، الذي يسمع الأغاني ويتناول الشاي مع السكر وايضا يطيل اظافره. تبدأ احداث الفيلم عندما تلاحظ الراهبة جيمس، مدرسة التاريخ في نفس المدرسة، عن وجود شيء مريب بين دونالد ميلر الطالب الأسود الوحيد في المدرسة والقسيس فلين. بعد ان تنقل مخاوفها لمديرة المدرسة، لتتهم المديرة القسيس باعتداءه جنسيا على الطفل من دون وجود اي دليل مادي، لديها فقط الشك.

هذا الفيلم، المقتبس من مسرحية بنفس الاسم ولنفس الكاتب (وهو مخرج الفيلم، جون باتريك شانلي)، يمارس الأسلوب المسرحي المعروف، شخصيات قليلة، مشاهد طويلة وحوارات غنية بمعاني مبطنة وحكم، الحوارات اشبه بطلق نار حيث تصب كلها في مصلحة العمل من دون اي قصص جانبية. وايضا اعتمد الفيلم على 4 شخصيات رئيسية (رشحوا جميعا للأوسكار)، بالإضافة للشخصيات الثلاث التي ذكرتها، توجد شخصية فيولا ديفس التي تمثل دور ام الطفل الأسود.
بصراحة، الفيلم يعتبر مدرسة في التمثيل، حيث كانت المنافسة شديدة بقوة الأداء، ميرل ستريب قدمت كعادتها دورا قويا، مبهر ومخيفا، المرأة المستعدة لخرق مبادءها من اجل اثبات ما تشك فيه، من حيث تعابير وجهها، الحزن الغامض في عينيها، الصرامة وقوة الشخصية، قدمت ستريب بجدارة افضل اداء لهذه السنة. اتمنى من كل قلبي ان تتوج هذه السنة بالأوسكار المستحق. الغريب ايضا اننا طوال الفيلم لم نر حتى شعرة من رأسها. حيث ظهورها بنفس الزي طوال الفيلم ضاعف من صعوبة تقديم الدور، حيث التركيز منصب بشكل كامل عليها، وكعادتها اثبتت ستريب انها اعظم ممثلة على قيد الحياة. فيليب سيمور هوفمان قام بشخصية القسيس الليبرالي، الطيب الذي يعاني من كره الراهبة، فهو في النهاية يتبع اسلوبا مختلفا في التعليم والنصيحة، لكن هل هذا يكفي لاتهامه بالإعتداء؟ لعل شهادتي في هوفمان مجروحة، حيث اثبت لنا هذا الممثل استحقاقه للأوسكار التي نالها قبل 3 سنوات، مشهد المواجهة بينه وبين الراهبة كان احد اروع المشاهد في الفيلم، المشاعر المتدفقة، الكره والريبة، والقسيس في موقف من يحاول بكل ما يستطيع ان يدافع عن نفسه امام الراهبة التي لم ترغب بسماع اي قول له لأن دليلها الوحيد على حد قولها انها متأكدة! وتظهر لنا البريئة إيمي آدمز، بدور الأخت جيمس الراهبة ضعيفة الشخصية، التي تشتبه وتتراجع، حتى تضيع بين سلطة المديرة وصدق القسيس. ولعل اكبر مفاجأة في هذا الفيلم هي فيولا ديفس، على الرغم من ظهورها في مشهد لم يتعدى العشر دقائق، الا انها فجرت طاقاتها التمثيلية فيه، حيث استطاعت ان تثبت نفسها وهي بجانب ميرل ستريب، وهذا بحد ذاته انجاز ويستحق الترشيح للأوسكار. ولا اغفل ايضا على قوة السيناريو، حيث استطاع الكاتب ان ينقل مسرحيته بنجاح إلى السينما، سيناريو معبر، ورسمه للأحداث والشخصيات مذهل ودقيق، حوارات كانت ببساطة رائعة وكانت لكل جملة معنى، حتى انني شاهدت الفيلم مرة اخرى من شدة استمتاعي بالحوار والتمثيل.

لكن تكمن مشكلة الفيلم الرئيسية في الإخراج الرتيب، كان الإخراج لا يتناسب مع قوة القصة، لهذا رأينا اخراجا باهتا وتقليديا، لم يخرج من صيغة التكرار، تمنيت ان ارى مخرجا مبدعا يقوم بحمل مثل هذا الفيلم. لكني انسب الفضل للمخرج/الكاتب على قوة التمثيل، حيث كان رفضه ان يخبر جميع الممثلين في الفيلم عن نهاية الفيلم - ما عدا هوفمان بالطبع - احد اكبر العوامل التي ساعدت في تفجير الطاقة التمثيلية، الممثلين كانوا كالشخصيات والمشاهدين، لا يعلمون الحقيقة من الكذب.

Doubt يمثل الصراع الإنسان الأزلي بين السلطة، الدين والأخلاق، ومتى يتداخلون مع بعض ليشكلوا خطرا على الإنسان. وعن قوة الشك وانه ممكن ان يكون بقوة التأكد. يحاول الفيلم ان يجاوب على تساؤل ازلي، هل يستطيع الشك ان يؤثر في ايمان الإنسان؟

Screen Shots :-





للتحميل من هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق